-A +A
زياد الحارثي
القرآن الكريم مصدر التشريع الأول في البلاد الإسلامية، به نسير، وعلى طريقه نصل إلى بر الأمان، وقد دلنا على محاسن جمة، حيث أمرنا بالاجتماع وتوحيد الصف ونبذ التفرق والتشتت، إلا أننا نجد تعصبات عرقية نبذها الإسلام لمنطقة أو قبيلة، فتجعل لها الولاء والطاعة، ولو على حساب غيرها، فنجد مع شديد الأسف عند البعض النظرة التصنيفية مما لا أريد أن أذكره، أين هم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» ، هذا هو موقف الشريعة السمحة، أليس لدينا كتاب واحد، ودين واحد، ونبي واحد، ودولة واحدة تحكم بكتاب الله وسنة نبيه الكريم، وأعجب من هذه العصبية لافتقادها للوطنية التي لا يمكن أن تضع لبنة واحدة في بناء المجتمع، بل تهدم المجتمع لبنة لبنة، إنها عنصرية اكتوى بها العرب والعجم قديما، وذاقوا ويلاتها ومرارتها، ومع ذلك أصبحت الآن منتشرة داخل المؤسسات والإدارات، إنها قضية منبعها ضعف في الوازع الديني الذي لا يميز ولا يعدل، فيجب التوعية منها ومن شرها المستطير، لنعيش في وطن واحد، وتحت مظلة واحدة، لبناء وطن ينعم بالأمن والأمان، والحب والولاء، وندع العصبية العرقية تذهب إلى الجحيم، ونلتزم بما أثبتته لنا شريعتنا الغراء.
وأخيرا: كن عضوا فعالا في مجتمعه، يصلحه ولا يفسده، واصنع من نفسك بطلا يحطمها ويكسر قيودها، فبدايتها عنصرية ونهايتها خروج من الدين لا سمح الله.

* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز.